الشاعر فاروق جويدة ل الراية :
فاروق جويدة: أنا شاعر تحاصره النساء! أجرت الحوار: كريمة الجبوري
٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٨يعد الشاعر فاروق جويدة من الأسماء اللامعة في الساحة الثقافية فهو اضافة الي كونه شاعرا فهو صحفي ومن الاسماء البارزة في مجال الشعر، وهو بين الحين والاخر يفاجيء القراء بعمل ابداعي جديد سرعان ماياخذ صداه لدي المتابعين فتجده موزعا في اكثر من مجال من مجالات الابداع اضافة الي عمله في الاهرام المصرية، صدرت له ستة عشر ديوان شعر وقد ترجمت له العديد من القصائد الي عدة لغات.. وفي هذا الحوار نتعرف علي ملامح تجربته وعوالمه العميقة وبداية سألناه.
برأيك من هو فاروق جويدة ؟ انه من الخارج كائن بسيط جبل علي التأمل والهدوء ونضج بالحب فيوقد شموعه في تضاريس الاخرين لكي يشيع اضاءات الجمال في فسحة الكون وتطرد ظلمة المكان.. أما من الداخل فهو كائن مهووس بالكتابة دائم الغوص في اعماقه بحثا عن اللآليء المفقودة فتراه لاينفك عن الصراع مع تلك الاعماق وعصر الذات علي ورق أصم لكي يضيء البياض بما هو مدهش ومثير وينتسب انتسابا حقيقيا الي ابجدية الحياة انطلاقا من الجمال والألق الآتي لذلك أدمنت علي التفكير بما هو اكثر إبداعا وعمقا واتصالا بالاخرين هكذا انا سأبقي كائنا شغله الشاغل هو اعادة تكوين الاشياء بالكلمات وامتحان اللغة في مخيلتي لتجيب السائلين اجابات ناجحة ومقنعة.. وقبل هذا وذاك أنا انسان يقدم سمته الانسانية في كل خطوة يخطوها في هذه الحياة أو سطور الورق.
كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟ لا أدري حينها كيف اصطادني ملك الشعر ووضعني في شباكه الارق من النسيم والاشد من وقع السيف علي الجسد الغض ليجعلني في اسره مدي الحياة.. لا أدري كيف حدث ذلك وكل الذي اتذكره وتسعفني المخيله بتذكره ما حدث أيام الطفولة في المدينة الصغيرة التي شهدت ولادتي مدينة كفر الشيخ وحينها كنت لم اتجاوز الحادية عشرة من عمري حين تعلقت بقراءة التراث القديم مثل الشعر الجاهلي وكنت احفظ الشعر ولا أعرف معناه، لكن والدي عرفني ماهو الشعر وماهو الشاعر وبدأت أقرا الشعر قراءة مختلفة الي أن التحقت بكلية الاداب قسم الصحافة وتتلمذت علي يد اساتذة كبار مثل محمد مندور والدكتورة سهير القلماوي من ذلك الوقت أخذت طريقي مع الكلمة.. ومن حينها عرفت الشعر الذي بعث لي رسالة من ملك الشعر فتقبلتها بشغف حتي رحت اجرب الكتابة واول ديوان صدر لي عن حرب أكتوبر وكتب مقدمته توفيق الحكيم وصدر الديوان الثاني "حبيبتي لاترحلي" ولاقي نجاحا باهرا ومازال صداه عند القراء وتوالت اعمالي الشعرية الي ان وصلت ستة عشر ديوان شعر وأربع مسرحيات شعرية، وآخر مسرحية كتبتها عن بغداد هي مسرحية "هولاكو".
لك مع الشعر رحلة طويلة.. ياتري ماذا تريد من الشعر ومقابل ذلك ماذا تريد ان تعطي للشعر؟ في ثنايا سؤالك شقان مترابطان، واجابة عن الاول أقول: أريد من الشعر مايريده الانسان من الحياة وأكثر من ذلك البحث عن المعني الحقيقي للوجود والبحث عن الخلود.. أريد من الشعر أن يهذب حواس الانسان ويمحو منه وجوده ليكون أكثر قدرة علي مواجهة الظلام في مخيلته وخارجها، وذلك بالحب مفتاح كل شيء يؤدي الي الجمال والوفاء.. هكذا اريد من الشعر أريده نبيا يهدي الاخرين لي الرقي ويحمل صدي صوتي الي الاتين علي صهوة السنين الآتية، كي تشهد لغتي وتنطق بوجودي المتواصل.
أما اجابتي عن الشق الثاني من السؤال، فأنني أعطيت للشعر كل سنوات عمري ومازلت طوع امره فأعطيته روحي ليعزف عليها نشيده المتواصل علي انيني وعذاباتي المزمنة طيلة الوقت الممتحن بالشعر وهواجسه ونرجسيته التي لاقرار لها.
وماذا اعطاك الشعر ؟ وماذا أخذت منه ؟ أعطاني الالم والمرارة والقلق الدائم والتامل بافراط.. وقد أخذت منه افق الحياة الاوسع ومفتاح الدخول الي العوالم لاستنطاق الاشياء والوصول الي اكنانها .
هل يؤدي الشعر وظيفته في الحياة ؟ اذا كان الشعر صادقا ومؤثرا ويجد المخيلة الخصبة لتلقيه فإنه بذلك يؤدي وظيفته كما يجب.
في شعرك أجد المرأة تستحوذ علي اهتمامك ورؤيتك بدرجة واسعة ماذا تقول في ذلك ؟ هذا صحيح فأنا شاعر تحاصره النساء من كل اتجاه.. ومنظار رؤيتي ينطلق من أن الحياة هي رجل وامرأة والقصيدة عندي هي المرأة الطافحة بالاحاسيس والانوثة والجنون تهز أعماقي بقوة لتجعلها تتناسل بالشعر وتتفحص علي البوح في طيات الشعر.. فكانت المرأة وستبقي تخترق
أعماقي .
كيف تجد قراء الشعر ؟ تكاد التطورات التكنولوجية التي عمت مرافق الحياة وغزت العالم أن تسحق الشعر بتقنياتها وسرعة انجازاتها كل يوم، بل كل ساعة ومن هنا يمكن القلق علي مستقبل الشعر ومتلقيه.. ومع ذلك فانا أؤمن أن الشعر باق ويشكل نبعا أساسيا من ينابيع الحياة ولا استطيع أن اتصور كيف تكون الحياة دون الشعر أنها ستكون جرداء حتما .
أين تضع تجربتك ضمن تجارب الشعراء الاخرين في خارطة الشعر ؟ أنا شاعر يشغله الاجتهاد في الشعر فأسعي بدأب واخلاص الي تعميق تجربتي لتضع بصمتها في الخارطة الكبيرة للشعر.. ولايهمني أن كنت في المقدمة او في المؤخرة، المهم انني من المخلصين الذين يصبون ذواتهم بصدق لتعمق روافد الشعر، أما عن تجربتي وموقعها في خارطة الشعر فتلك مسألة لايحددها إلا النقاد والشعراء .
أخيرا ماهو جديد الشاعر فاروق جويدة ؟ الذي انتظره من هذا الجديد هي مسرحية "هولاكو" وأنا أعتقد سوف تهز أركاناً كثيرة في العالم العربي وسوف يصدر ديوان جديد وفي طريقه الي الطبع عنوانه "أغضب" يضم قصائد عن بغداد وهذه بعض الابيات من قصيدتي "ماعاد يكفينا الغضب".
<BLOCKQUOTE class=spip_poesie>ما عاد يجدي أن نقول بأننا
خير الوري دينا وأنقاهم نسب
ولتنظروا ماذا يراد لارضنا
صارت كغانية تضاجع من رغب
حتي رعاع الارض فوق ترابنا..
والكل في صمت توأطأ أو شجب
الناس تسأل: أين كهان العرب؟!
ماتوا.. تلاشوا.. لانري غير العجب.
</BLOCKQUOTE>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]