هل تبحث عن السعادة؟
أعتقد أن معظمنا سيجيب عن هذا السؤال بنعم.. وقد يعتبر البعض أن هدف حياتهم ذاتها هو البحث عن السعادة..
لكلٍّ منا تعريفه الخاص لهذه السعادة.. لكن اسمح لي أن أسألك سؤالاً مهماً جداً:
هل تبحث عنها في المكان الصحيح؟
مثال:
لو افترضنا أنك تريد شراء شيء ما, كي تشعر بالسعادة.. (سيارة فاخرة أو بيت أو..... إلخ) واستطعت الحصول على هذا الشيء.. فبماذا ستشعر؟
بالسعادة..؟ بالفرحة..؟
بشعور جميل تسميه كما يحلو لك..؟
لو تأمّلنا هذا الموقف جيداً؛ يمكننا أن نلاحظ شيئاً عجيباً:
هذه السعادة التي شعرت بها.. هل كانت موجودة في الشيء الذي اشتريته؟
أعني: هل مصنع السيارات, يضع في كل سيارة (خمسة كيلو سعادة) لكي يحصل عليها كل مشترٍ؟
بالطبع لا..
فمن أين جاءت السعادة التي شعرت بها؟
مثال:
تخيل أنك تريد السفر إلى مكان ما كي تشعر بالسعادة (هاواي- أستراليا- نيوزلاندا.... إلخ) واستطعت فعلاً السفر إلى هذا المكان.. فبماذا ستشعر؟
نفس الشيء.. هل هناك ترمومتر يقيس (نسبة السعادة في الهواء) في هذه الأماكن؟
بالطبع لا.. هذه الأماكن قد يكون فيها أناس تعساء أصلاً..
فمن أين جاءت السعادة التي شعرت بها؟
العالم الداخلي
كل المشاعر التي نشعر بها, ليست موجودة في العالم الخارجي.. لكنها موجودة في عالمنا الداخلي.. في داخلنا نحن.
في داخل كل منا: الحب- الكره- الغضب- الفرحة- التفاؤل- الحزن.....
الأحداث الخارجية توقظ هذه المشاعر الموجودة في داخلنا.. لكنها ليست السبب في هذا المشاعر أصلاً.
بعض الناس يدمنون الشراء.. أو تجارب الحب.. أو أي شيء يثير فيهم هذه المشاعر الإيجابية اللطيفة.. غير عالمين أن هذه المشاعر موجودة أصلاً في داخلنا نحن..
وأنّه من الممكن أن نكون سعداء في الأصل.. ونحن في طريقنا نحو أهدافنا في المستقبل.
لو تأمّلت السّعداء, ستجد أنهم سعداء بغضّ النظر عمّا يدور حولهم.. فنبع السعادة يخرج من داخلهم, كي يروي حياتهم ويضيء لهم الطريق.
حسنا.. كيف يمكننا أن نحصل على هذه السعادة الموجودة في داخلنا؟
هذا ما ستجيبون أنتم عليه.
في داخل كل منّا كنز.. ينتظر أن تبحث أنت عنه بنفسك..
فماذا وجدت؟
في انتظار خواطركم حول إجابة هذا السؤال.
وإلى أن نلتقي تذكروا دائماً:
إننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟